تعيش محافظات الضفة الغربية المختلفة على وقع حملات أمنية إسرائيلية شبه يومية، وفق نسق تصاعدي، شملت عمليات اعتقال واسعة في عدة مناطق من الضفة، وطالت عددًا من الأسرى الفلسطينيين الذين أُفرج عنهم مؤخرًا ضمن صفقات تبادل، في تطور يعكس استمرار الملاحقة الأمنية.

ومن بين المعتقلين الأسير المحرر محمد العارضة، الذي أعادت القوات الإسرائيلية اعتقاله عقب مداهمة منزله في بلدة عرابة جنوب غرب جنين. ووفق مصادر محلية، اقتحمت قوة عسكرية البلدة، وحاصرت المنزل، قبل تفتيشه واعتقال العارضة ونقله إلى جهة غير معلومة.

وكان العارضة قد أُفرج عنه في 25 كانون الثاني/يناير 2025، ضمن الدفعة الثانية من الأسرى المشمولين باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد سنوات طويلة من الاعتقال بدأت عام 2002.

وكان العارضة أحد المشاركين في محاولة الفرار من سجن جلبوع في أيلول/سبتمبر 2021، والتي أُعيد على إثرها اعتقال الأسرى الستة المشاركين، وصدر بحقهم لاحقًا أحكام إضافية بالسجن.

نمط متكرر بعد صفقات التبادل

ولا تقتصر إعادة الاعتقال على حالة واحدة، إذ تشير معطيات متقاطعة إلى إعادة اعتقال ما لا يقل عن 13 أسيرًا محررًا في الضفة الغربية منذ تنفيذ صفقات التبادل الأخيرة بين إسرائيل وحماس، معظمهم وُضعوا رهن الاعتقال الإداري، دون تقديم لوائح اتهام.

وكانت تقارير قد تحدثت، عقب الإفراج عن الأسرى، عن خضوع عدد منهم لمراقبة أمنية مكثفة، شملت متابعة تحركاتهم وأنشطتهم، وهو ما يُنظر إليه كجزء من سياسة تهدف إلى الحد من أي أنشطة تصفها إسرائيل بالمعادية لها.

وتأتي هذه الاعتقالات في ظل تصعيد ملحوظ تشهده مدن وبلدات الضفة الغربية، لا سيما في محافظة جنين ومحيطها، حيث تتكرر عمليات الاقتحام والاعتقال خلال الأسابيع الأخيرة، وسط توتر أمني متواصل.